صياغة وإنجاز الملف المطلبي

 

إنَّ الملف المطلبي الذي يستجيب لحاجيات الشغيلة، المادية والمعنوية الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية،هو الذي تساهم الشغيلة في وضعه ومناقشته وتطويره والمصادقة عليه، من خلال الأجهزة النقابية المختلفة، والعمل على محاولة ربطه بالواقع الإقتصادي والإجتماعي والثقافي والمدني والسياسي، وذلك من خلال النظر بإمعان في واقع الشغيلة المتردِّي بإستمرار، بفعل الإستغلال المضاعف الممارس عليها من قبل الجهات المستفيدة من الاستغلال، وفي جميع المواقع الإنتاجية والخدماتية، ومن تمَّ المصادقة عليه حتى يصير جاهزا للنضال من أجل تحقيقه، لتتحسن بذلك أوضاع الشغيلة المادية والمعنوية، ولتصير الشغيلة متوحدة ومتضامنة فيما بينها، وقوية بالنقابة التي تنتمي إليها ومقوية لها .

إنَّ علاقة الشغل التي تجمع الأجراء بمشغِّليهم هي علاقة مطلبية، لأن الشغيلة ومهما كانت وضعيتها المادية والمعنوية متحسنة، أينما كانت ووجدت ومهما كان القطاع الذي تنتمي إليه، فإنها لابدَّ وأن تكون لها مطالب، ولابدَّ أن تطرح تلك المطالب للنقاش بين أفرادها، إلا أنَّ طرحها على المسؤولين لا يمكن أن يكون في أيِّ حال بشكل فردي، وبالتالي فإنَّ طرحها يقتضي وجود تنظيم تدخل تحت غطائة هذه الشغيلة، وهذا التنظيم لا يمكن أن يكون إلا نقابيا، لأنَّه إذا كان شيئا آخر فستكون العلاقة مع الشغيلة علاقة غير نقابية، وبالتالي فإنَّها ستكون مجرَّد علاقة حزبية أوجمعوية أوحقوقية، ولهذا فإنها لا تؤدي بالضرورة إلى ممارسة الضغط على المسؤولين، في القطاع العام أو في القطاع الخاصّ، لأنَّ التنظيم الوحيد الذي يكون قادرا على ذلك هو التنظيم النقابي .

 ولذلك نجد أنَّ إنتظام الشغيلة في النقابة، هو وحده الكفيل بـالتفكير الجماعي في واقع الشغيلة، ودراسة ذلك الواقع والتعمُّق فيه ومعرفة معاناة الشغيلة، جرَّاء ما يمارس عليها من إستغلال مادِّي ومعنوي، وما هي السبل الكفيلة للحدِّ من أثر هذه المعاناة ؟ وما هي المطالب التي يجب العمل على تحقيقها ؟

هذا بالإضافة إلى التمييز بين المطالب، العامة والخاصة المادية منها والمعنوية، ذات البعد الاقتصادي الصرف، وذات البعد السياسي، وما هي المطالب الخاصَّة بكلِّ قطاع على حدى ؟ وما هي المطالب الخاصة بكلِّ فئة في القطاع الواحد ؟ وما هي الخطوات النضالية المطلبية التي يجب خوضها لتحقيق تلك المطالب ؟ وما هي الخطوات ذات الأولوية ؟ وما هي الخطوات التي تقتضي التأجيل إلى حين ؟

لهذا فمن الواجب عليها توعية الشغيلة بمطالبها المادية والمعنوية، وإعدادها تنظيميا وفكريا ونفسيا، لخوض النضالات المطلبية المتوالية،تحت تأطيروإشراف ومواكبة قيادتها النقابية، إلى أن تتحقق المطالب المادية والمعنوية الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية، لجعل الشغيلة تحقق وحدتها وتضامنها، و تشرع من جديد في تطوير ملفها المطلبي، حتى تعمل من جديد على تحقيقه .